2 - لمحة تاريخية عن المنطقة :
أ - السكّان :
تبيّن لنا أنّ هذه المنطقةَ ، وخاصة النّضّاح ،مجهولةٌ لدى الكثيرين بمن فيهم معظم سكّان المعتمديات المحيطة كالمزونة والمكناسي. .فأغلب من شاهد صور الوادي والجبل التي التقط
ناها في 2 أفريل 2007 و 01 ماي 2007 ونشرناها في موقع التواصل الاجتماعي " الفايس بوك " في بداية سنة 2009 ، ظنوها لمنطقة هدّاج التابعة لمعتمدية منزل بوزيان والواقعة هي الأخرى بسلسلة جبال عرباط أو لتمغزة المعروفة من ولاية توزر.
هذا وقد فوجئ العديدون بوجودها أصلا في معتمدية المكناسي رغم أنهم من سكان المعتمدية .ولذلك لم يتيسّر تنظيم رحلات دراسية أو كشفية أو ترفيهية إليها خلال العقود العديدة الماضية باستثناء مرّات محدودة خلال الثمانينات من القرن الماضي .
ورغم أن المنطقة قاحلة زمن القحط وفي فصل الصيف وأرضها ضمأى وتربتها شهباء جرداء تغطيها الحجارة وشجيرات الحلفاء وفيافيها مقفرة موحشة فإنها سرعان ما تتحول بعد هطول الأمطار إلى مهرجان من العشب الأخضر والنباتات المتنوعة والأزهار المختلفة الألوان فتتشكل بها مناظر خلابة تسرّ النّاظرين وتنبعث منها روائح زكيّة تبهج النّفس لشجيرات "الشّيح "و"القطّابة" و"المجشّة " وغيرها من النباتات الطبّية الرّائعة.
كانت هذه المنطقة في الفترة ما قبل الثمانينات من القرن العشرين عامرة بمن يفد عليها من الأهالي سكان الدّويرة من ناحية الغرب والدّوارة من جهة الشرق والرّوانة في الجنوب والكركميّة على تخومها الشمالية . بيد أنّ حركة النزوح الرّهيبة من المناطق المذكورة إلى مدينة المكناسي خاصة جعلت منها شبه خالية اليوم فلا يتردّد عليها سوى قلّة من الناس للرعي والصيد أساسا. ومن صروف الدهر أننا نجد من عاش هناك سنين طويلة ورعى الأغنام وارتوى بماء النضّاح وأكل من بلح نخله ومن "قيز" الناظور وكرّاثه واصطاد حجله وأرانبه وجرابيعه ويمامه وقنفذه وقنديّه لم يزر هذه الجهة منذ عقود ولو على سبيل الذّكرى بل تكاد لديه تمّحي ذكريات سنين السبعينات واالستينات الشيّقة.وهذا رغم قرب المنطقة من الطريق المعبّد ويسر بلوغها بمختلف السّبل..
ولعلّ الأكثر التصاقا بالجهة والأدقّ معرفة بتفاصيلها هم من السكّان المحيطين بها ونحن منهم . وهم أساسا أهالي النعايمية من منطقة الدويرة غربي الناظور والنضّاح كعائلات :علي بن صالح بن الحاج عبد الله بن العيفة بن عبد الله بن بلقاسم بن مبارك ( جدي من جهة الأب) وعائلات الهاشمي بن محمد الصغير بن علي بن العيفة بن عبد الله بن بلقاسم بن مبارك وبعضٌ من عائلات سعد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن بلقاسم بن مبارك وعائلة الحاج عمارة بن خليفة بن محمد الصالح بن سعد بن عبد الله بن بلقاسم بن مبارك وعائلة العربي بن علي بن الحاج عبد الله بن العيفة بن عبد الله بن بلقاسم بن مبارك. والجدير بالذكر أنّنا نحتفظ بشجرة الأنساب لكافة عرش " العبادلية " من أولاد بلقاسم التي جمعنا معطياتها أساسا من الأمّ العزيزة زهرة بنت الحاج السلامي قاسمي والمرحوم ضو بن تليلي قاسمي وهما على دراية واسعة بهذا الموضوع .
أما من جهة الشرق فنجد سكان الدوارة من عائلات الجنف الذين يحملون لقب جنفاوي ولا تتوفر لدينا حاليا شجرة العائلة وكذلك بعضٌ من المصابحية الدوادنية البدور وهم أساسا حسب ما أذكر الآن وانتظر التصويب عائلة محمد الزارعي بن صالح بن محمود مصباحي ( وابنه المرحوم حسين والد صديقنا فوزي مصباحي) وعليّة ( ومن أبنائه الهادي ديدوني).
وقبل الثمانينات كانت تقيم على التخوم الجنوبية للمنطقة عائلات السعايدية من أولاد سعد بن عبد الله بن بلقاسم بن مبارك في الناحية المعروفة بالرّوانة غير أنهم نزحوا في أغلبيتهم الساحقة إلى مدينة المكناسي باستثناء عائلتي الأزهر بن صغير قاسمي والعيدودي بن خليفة بن محمد الصالح قاسمي تقريبا ولم تتبق سوى مساكنهم وحقولهم التي يترددون عليها من حين إلى آخر..
ونجد في شمال المنطقة المعنية بالدراسة عائلات الخصايصية ( خصخوصي) من الدوادنية البدور في ناحية تسمى بالكركمية حيث تنبت شجيرة حمضية ذات أزهار بنفسجية خلابة تحمل نفس الاسم و نذكر منهم دون تدقيق عائلة علي بن خليفة ( المعروف ب"الصدّار" لأنه كان يحذق صدارة البرنس والقشابية ومن أبنائه الطيب ومحمد والد صديقنا عبد الحفيظ خصخوصي) وعائلة الحاج الازهر بن بلقاسم وهي عائلة ممتدة ومن أفرادها الدكتور أحمد (ميداني ) خصخوصي عضو مجلس النواب والمجلس التأسيسي سابقا وعائلة محمد بن ضو وصالح بن ضو والحسين بن التومي وغيرهم ..وقريبا من هناك تقيم عائلة يونس فندولي .
ونظرا لأهمية هذه المنطقة لما تحويه من مناظر طبيعية خلابة وآثار عديدة وبسبب شدة ارتباطنا الوجداني بها منذ الولادة ، فهناك عشنا سنين طويلة قضيناها في جلب المياه على ظهور الحمير في القلال ( قلّة – زير : أواني فخارية لحفظ الماء) وفي رعي الأغنام وفي صيد كل شيء ونيل القوت مما يقع بين أيدينا وغير ذلك كثير سنأتي عليه، فإننا نجتهد في انجاز هذا العمل المتواضع ..وللحديث بقية ..نرجو التفاعل من القراء لتجويد العمل ومزيد ضبطه وشكرا .
محمد نجيب قاسمي / المكناسي07 سبتمر 2014